الإعلام ودوره
في مراحل البناء الاقتصادي ، لايمكن ابدا ان يتجاهل او يتناسى أحداً دور الاعلام والتثقيف والتنوير الإقتصادي الايجابي ، هذه النوعية من الإعلام المتخصص عليها دور كبير في مراحل مواجهة التحديات وترسيخ مفاهيم البناء ، وإعداد وتصويب الرؤى ، وزراعة ايدلوجية انتاجية بحتة تستطيع تحويل الطاقة الكامنة داخل العدد الأكثر من القوى البشرية في مجتمع ما إلى طاقة ايجابية خلاّقة ومبدعة ، منتجة أكثر من كونها مستهلكة ، تستطيع الأداة الإعلامية أن تساعد في تصحيح وتحفيز وتنفيذ الخطط الإقتصادية اذا التزمت بمعايير تجسيد الحقيقة ، ومراعاة دقة البيانات والإحصاءات وتحليل الأرقام تحليلا جزئيا دقيقا ولا تكتفي بالعناوين البّراقة اللامعة لتلميع او عنونة هذا او ذاك ، تلتزم بمعايير الحوكمة والشفافية والتي تبدأ من إعداد الكادر الاعلامي لأي وسيلة إعلامية ، وترسخ في داخل كل من يعمل في هذا القطاع الحيوي ان الوطنية الحقيقية والمشاركة الوطنية الفعالة تبدأ من النقد البناء الصادق ، وتبتعد عن تزيين وتغليف كل ما هو فاسد أو غير صالح فلا تحوله إلى سلعة جيدة خادعة للجميع سواء في إختيار منتج أو سلعة او خدمة او حتى كادر بشري يمكن ان يصعد عن طريق الخطأ إلى مكان تنفيذي او منصب رفيع وهو ليس من أهل الكفاءة في الأداء وجودة التنفيذ والإتقان في التعامل، وهناك امثلة كثيرة لدور الاعلام الشريف وكيف ساهم في تطوير الصناعة والزراعة والسياحة والمشاريع الانتاجية والاقتصاد الحقيقي من خلال قدرته على إعداد التقارير الصادقة والدراسات وآليات ونظم العرض حيث واجه الاخفاق ووضع امام متخذي القرار والرأي العام الصورة الحيّة الحقيقية الواضحة ، وعندها سيكون الإعلام الهادف هو حاضر المشهد لصناعة المستقبل وهو الذي سيؤلف المسلسل التليفزيوني والفيلم السينمائي والبرنامج الحواري والتحليل الإخباري من أجل خلق هوية الإنتاج والإستثمار والصناعة والتصدير ، وهو الذي سيجعل الروح والحياة تدُب في كل مكان يستطيع أن يستمتع فيه السائح وينفق الأموال الطائلة ، هذا الاعلام الذي يجب أن يكون حاضرا ولا تقبل عدسات مصوريه او أقلام كتابة الصمت أو السكوت عن اي صورة قبيحة أو تقصير اداري أو سلوك شعبي أو هدر لمال عام أو عدم حفاظ على مقدرات ،.. وهذا يجعلنا دوما نكرر ان صناعة المعارض والمؤتمرات الدولية الكبرى والمتخصصة والنوعية باتت جزءً من صناعة الإعلام الإقتصادي الذي نحتاج ان يكون واقفا وبقوة في هذا المشهد القادم في السنوات التي نحلم فيها بمواجهة التحديات والتهديدات الإقتصادية ، ولا يترك العمال والصنّاع والتجّار وأصحاب الاستثمارات والمشروعات فريسة للشائعات ولا يجلس قابعا كل ليلة او كل نهار امام نماذج معلبة مسبقة الطهي من البيانات الصحفية وألا يتحول فيها الاعلام إلى ناقل مساهماً بذلك في اضمحلال دوره الفاعل، وألا يأتي قابعا في صفوف المحبطين متحولاً تحول لا ارادي إلى معوّل هدم وليس ساعد بناء ، واود ان اؤكد ان الاقتصاد المستدام وراءه اعلام واعي مستنير قوي ، فالاعلام الغربي قد صنع دوراً غير مسبوق أمام اقتصاد الغرب وقوى للهيمنة وتعزيز رفاهية شعوبهم خلال آخر ١٠٠ عام في التاريخ
نكتفي بهذه النقطة ومع نقطة جديدة الاسبوع القادم
عيدكم مبارك