خسائر بالجُملة تحتاج .. نظرة

الحكاية .. “متشعبة”
سأكتب اليوم عن موضوعات في غاية الخطورة والأهمية، ولعل أزمة المحلات المتخصصة في بيع الحلويات وموضوع التراخيص والتسمم والفوضى المالية وغيره يفتح الباب أمامي إلى وقفة تحتاج من الدولة نظرة شديدة وثاقبة وحاسمة،
▪️▪️دعوني أسأل؟ كم عدد المحال والمقاهي والمطاعم وأماكن عامة لتقديم الأغذية والمشروبات مرخّصة وتخضع للفحص الدوري والعاملين فيها يخضعون للرقابة والتفتيش الصحي السليم وكم عدد غير المرخصين؟؟ أتصور أننا بحاجة ماسة إلى فتح ملف هام جداً وهو ملف الطب الوقائي، ملف الصحة العامة، هذا الملف الذي أشعر بمنتهى الصدق أنه لم يحصل على نصيبه الكافي من الإدارة والتركيز، تائه بين المحليات ومديريات الصحة في المحافظات ومنظومة مهترئة تحتاج إلى نظرة ومدد يا سكان البيت وأصحاب المقام العالي!! الموضوع ليس علامة أو مجموعة أو سلسلة واحدة، المنظومة تحتاج منظومة للأسف!!
▪️▪️تطالعنا الصحف والأخبار والمواقع كل ساعة عن كارثة صحية، وكل يوم لدينا ضحية، عدد مبالغ فيه من الفتيات غير المؤهلات، لا علمياً ولا تطبيقياً ويعملن في التجميل والشفط والتغذية داخل شقق ووحدات بدون ترخيص وفي أحياء ومجتمعات وتجمعات الأرستقراط،، ولديهم قوائم أدوية وحقن للبشرة والمكان غير مرخص ومقدم الخدمة غير مؤهل وليس معه ترخيص والأدوية إما مهربة وإما غير مرخصة أو مجهولة المصدر، وحالة من المأساة العارمة،، وكل ساعة تتساقط المتشوهات أو الوفاة،، حجم الأقراص التي تتداول في القرى والمدن المتوسطة وعلى المقاهي وبين الشباب سواء أقراص مخدرات ممنوعة أو مصنّعة بلا ترخيص أو مقويات جنسية وخلافه تشكل أكبر خطراً على الصحة العامة وانهيار المنظومة الصحية،
▪️▪️صيدليات مصر تصرف كل شئ وتبيع كل شئ بلا أي ضوابط!! عدد صالات كمال الأجسام وممارسة الرياضة البدنية غير المرخصة والمتفرق دمها بين القبائل حدث ولا حرج والكل يعمل وإدارة هذه الأماكن لا يوجد عليها رقيب لا من الشباب والرياضة ولا من الصحة ولا من المحليات، والأدهى والأمر أنها بها عقاقير وفيتامينات وبروتينات ومستحضرات طبية وصحية ومواد مختلفة ومنتجات غذائية ومأكولات لا أساس ولا أصل لها؟ وتنتشر بين الشباب بحجة بناء عضلات وتكوين جسماني وتغذية صحية،، وللأسف لا تعرف أصل هذه المنتجات ولا فصلها ولا تكوينها ولا موافقاتها وأين تم تصنيعها؟ ومتى؟ وإذا كانت مستوردة؟ من استوردها واستنزف الحصيلة الدولارية في العبث!!
▪️▪️ابنة الفنانة الشهيرة وحادث التجمع،، وكل أسبوع يتساقط شباب وشابات في غرام عمليات التدبيس والتكميم وهناك طوابير ضحايا لوصفات الأعشاب ووصفات أخصائيات التغذية العلاجية غير المرخصين أو المعتمدين، بخلاف فتاوى إعلانات السوشيال المضللة؟
عمليات الشفط والنحت والتصغير والتكبير والفرك والكر والفر والابتذال الذي ملأ جنبات الدنيا ضجيجاً وقبحاً باتت تهدد أرواح البشرية وتترك لمصر ولاسمها سمعة غير جيدة،، وأنا هنا أتصور أن ملف الصحة العامة سواء أغذية أو أدوية أو مستحضرات أو عقاقير أو ممارسات غير صحية سواء في مطابخ أو مصانع أو محلات أو مراكز تجميل أو عيادات غير مرخصة أو مستشفيات تحتاج إلى وقفة وتحتاج إلى الضرب بيد من حديد ووقف أي استثناء وقطع رقاب الواسطة والمحسوبية؟
▪️▪️لابد أن يعلم الجميع أن اقتصاديات واستثمارات الصحة العامة تضعف وأن ما يحدث يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد الوطني سواء عبر ضعف صحة وفقر صحي لدى الأيدي العاملة أو عبر ضعف سمعة السياحة العلاجية وفقدان جزء هام من السياحة أو عبر عدم التقنين الذي يساهم في زيادة رقعة الاقتصاد الموازي غير المسجل وضعف الرقابة المالية والمنظومة الضريبية بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح،، الموضوع والحكاية أكبر من بلبن وبالشاي بلبن وبأي منتج أو اسم أو علامة،، الحكاية كبيرة.. ومنظومة الصحة العامة واقتصادياتها تحتاج نظرة ثاقبة وشاملة وعميقة!!