على مدار أكثر من 35 عامًا من الخبرات المتراكمة المحلية والإقليمية والدولية، كانت هناك ظروف ومتغيرات عديدة سواءً في مراحل تكوين شخصيتي أو مكونات المعرفة العملية التي تُثقل ما لدي من علوم وتعليم، وتفتح الباب والآفاق لطلب المزيد من العلم، وبمرور الوقت والزمن منذ تخرجي من التعليم الجامعي وكانت محطات حياتي من خلال التعليم التطبيقي في إحدى المدارس السويسرية العملية العريقة حول العالم، وبعدها تركزت تجاربي المتعددة في قطاعات الصناعة والتجارة الدولية بين منطقة الخليج والمدرسة البلجيكية، وقد قطعت في هذه الرحلة الطويلة المليئة بالتجارب من خلال أكثر من 72 دولة حول العالم في قاراته الست وتعرفت خلالها على عقول المئات من كبار المستثمرين والكُتاب والمفكرين وأصحاب التجارب الحياتية وقصص النجاح ، وواجهت العديد من التحديات والمواقف التي أثقلت خبراتي ومواهبي وكنت دوماً قريباً ومتابعاً لدوائر اتخاذ القرار في الكثير من البلدان كل ما سبق كان له دورًا هامًا في مساعدتي في إحداث عمليات الربط والتحليل والرصد للمشهد الإقتصادي الحالي ، السريع والمتواتر وما يجب أن نستقرأه في إقتصاد المستقبل ، لقد حاولت من خلال هذا الكتاب أن أكون قادما لكم من المستقبل بكل ما يحمله من إيجابيات وفرص وسلبيات وتحديات .. وفي تصوري أن دور الجميع هو العمل على تنمية مربع الوعي الإقتصادي على كافة المستويات سواءً الحكومات أو الكوادر الإدارية في الصف الثاني والثالث أو الشعوب أو مستويات القطاع الخاص ومجتمعات الأعمال المختلفة، وذلك إيمانا مني بقدرة المجتمعات على قراءة المشهد وضبط السلوكيات الإقتصادية المختلفة سواءً على مستوى إقتصاد الدولة أو إقتصاد الفرد أو على مستوى الاقتصاد الكلي أو الجزئي وأن ذلك سيكون له دور عظيم في قراءة المشهد القادم والعمل على الوصول إلى مناطق جديدة في مراحل حجز الكراسي نحو إقتصاد جديد له ما له وعليه ما عليه، وله مدخلاته ومخرجاته كما ستتغير من خلاله الخريطة الإقتصادية شكلاً وموضوعاً