مقتطفات من كتاب :
علي ابواب مرحلة اقتصادية جديدة
“نقطتين وبس”
النقطة الاولي

من الاشياء التي تستنزف موازنات وميزانيات ومخططات الدول والحكومات في مراحل البناء الاقتصادي هي المرافق العامة و وسائل النقل العام ، ونجاح دولة او اخري ليس فقط في عمليات الانشاء او تدشين المرافق او ايجاد وتدبير التمويلات اللازمة سواء عبر الموارد الذاتية او الاقتراض الداخلي والخارجي لكن الاصعب والتحدي القاسي جدا يتمثل في بعض المعضلات واهمها ، جودة التنفيذ وشفافية الاستلام ، وخطط الصيانة وتأمين العائد والمردود لاجراء الصيانات اللازمة للحفاظ علي هذه المرافق التي تعد مشروعاتها دوما مشروعات طويلة الاجل ذات طبيعة خاصة في حساب العائد علي الاستثمار والتوسع فيها ان لم يكن محسوب بدقة فانه يرهق الموازنات ويغرق دولا كثيرة في الديون وهنا يكون الاستقرار علي المحك ولا يتحقق المراد منها ، والامر الاخر هو عدم وجود اليات معينة ومعايير تحكم مشروعات القطاع الحكومي والخاص في ربط سعر استخدام خدمات وسائل النقل العام او الجماعي وبين دخل وموازنات الافراد مما يجعل النفور من استخدام الوسائل العامة والهروب الي شراء سيارات وامتلاكها مؤشر خطير في بعض الدول التي تجهز البنية التحتية وتحتاج ف ذات الوقت تدبير دولارات لشراء مرافق خاصة وسيارات ركوب ،، ببساطة تجد ان سعر تعريفة الركوب في بعض الوسائل العامة وفي معظم الوسائل الخاصة وتحديدا الشركات الجديدة مبالغ فيه تماما وان الاسعار بعد حساب كل التكاليف واهلاك المركبة ال١٤ او ٢١ او ال٥٠ راكب تحقق استرجاع لكامل استثماراتها في ١٠ شهور في حال التشغيل الخفيف ، المشكلة ان ذلك فوق طاقة الدخول وفارق شاسع مما يفتح الحلقة المفرغة التي يدور فيها بعض الشعوب والحكومات في رحلة بناء الاقتصاد علي مراحل الابواب الجديدة المليئة بالفرص والتحديات