مشاكلنا .. داخلية..!!
نحتاج ان نعالج المرض الاقتصادي ونبتعد عن الاكتفاء بعلاج العرض!
“البيروقراطية، الرشوة ، المحسوبية ، الفساد ، العدالة الناجزة ، غياب العقاب ، الواسطة، الفوضي “
ليست اقتصادية كما تتصورون ،، انما معاناة المواطن اكبر بكثير في غياب الادارة ،،
حقيقة وددت ان اكتب اليوم عن مشاكلنا الحقيقية ، ليست مشاكلنا التي طفت وظهرت علي السطح في الاونة الاخيرة والمنعكسة والواضحة في غلاء الاسعار وتفاقم المشاكل الاقتصادية الي مستويات غير مسبوقة !!
مشاكلنا يا سادة ، هي مشاكل ادارية بحتة يعاني منها المواطن البسيط والموظف وصاحب العمل و الاسرة والمجتمع كله ،، ودّعونا نتحدث بمنتهي الوضوح ،، هل جاءكم خبر “الشهر العقاري” وازدحامه والدور واخذ الدور والمشقة والعناء ، دا بعيدا عن التوكيلات المضروبة او الاوراق المعقدة او استخدام منشور او كتاب غير مدروس لتسجيل عقار اصحابه الاساسيين مسجلينه مسبقا ،، وادخل في نزاعات لا اول لها ولا اخر وهذه مشاكل حقيقية.. هل سمعتم عن المشاكل والنزاعات الضريبية بعيدا عن عدد الأوعية الضريبية واستبداد بعض موظفي الضرائب وعدم وجود اليات سهلة وميسرة والكترونية مكتملة للتعامل مع المتظومة الضريبية ، في تصوري ان الحقيقة تؤكد ان المعاناة مازالت قائمة وتزداد… اما عن تسجيل او استخراج او تجديد جواز السفر فحدث ولاحرج ماسأة من حجز ادوار وانتظار وازدحام وشئ غير مشهود او مسبوق ، معاناة تضاعف الاحساس بالقسوة والضغط من كل الازمات… اياك وان تذهب بقدميك “للمحليات” سواء ترخيص محل او غرامة اشغالات او ترخيص بناء او سداد معاملات او اي معاملة ، اولا لابد ان تستعد نفسيا ان هذا الامر وهذه الخدمة لن تنجز في يوم واحد ولازم هترجع وتعود يوم تالي ، مهما كان حجم وضآلة وبساطة الخدمة ، حجم ورقيات وطلبات وتلاكيك غير مسبوق ، ” تجد نموذج البيروقراطية ” وغياب العقاب للمقصرين من الموظفين هم سادة الموقف ” حقا” كارثة بكل المقاييس والمعايير ….اما في عالم التموين ، فهنا تسجيل واضافة وحذف مستحق لفرد تموين اصعب من الدكتوراة في السربون ، الرقابة السعرية السلعية في اجازة تامة ، واذا نزلت المداهمات علي الاسواق والمخابز والافران تنزل موجهة غير مدروسة تحمل اساليب القمع والابتزاز فوق اساليب التوجيه واساليب الاستعراض فوق تقديم الحلول ومساعدة العامة علي الاستمرار في الحصول علي لقمة العيش.
اما ، المرور والخدمات الاخري وتجديد تراخيص واستخراج رخصة فانك تخرج من البيت وتعود مهلهلا وقت ونفقات وانوال لكل من هو في الشارع المروري ، .. التامينات الاجتماعية وياويلك وسواد ليلك من النفتشين والفاحصين والباحثين ويوم السداد وعدم وجود ماكينات دفع كافية والنظام او السيستم واقع وسيب الاستمارة وتابع بعد شهر .. عذاب ما في بعده عذاب ،، هذه هي مشاكل المواطن المصري ومعاناته الصعبة
الامثلة كثيرة ، والمشروع القومي الوطني للهيكلة الادارية لم يبدأ ولم يري النور والحوار عن التخطيط وجوائز التميز المؤسسي وحفلات التكريم ما هي الا مناسبات سعيدة قريبة من حفلات اعياد الميلاد، الحال الاقتصادي ضغط الجميع ، وهذه الحالة جعلت قطاع عريض جدا من موظفي الدولة في المواقع الصغيرة في الصف التالت والرابع والخامس والسادس يناورون ويبتزون ولن تصعد في مصعد داخل مبني حكومي مكتظ الا بالدفع ، ولن تصف سيارتك ف مكان لقضاء مصلحة حكومية الا بالدفع ،، حتي تتعامل بانسانية او ادمية فعليك ان تفرغ جيبك والادهي والامر ان الكاميرات منتشرة والكل لا يبالي … لكن الي متي!!!
مازلنا ومازال اللغط و الفجوة والمساحة بين التنظير والتطبيق والقانون و اللائحة والكتاب والمرسوم والتعليمات الدورية كلها مواقع واماكن ومسميات وقرارات متعارضة ، فضفاضة غير بناءة ، لا يوجد حساب بالانجاز ولا اداء بالحساب ولا ثواب وغاب العقاب ، المنظومة الإدارية تحتاج نسف كفانا ترقيع وتدليع وتدليل وتهليل .. المنظومة مهترئة سواء مستندات او اليات او اجراءات كلها تاخذ المواطن البسيط الي الدرك الاسفل من النار … علينا ان نفيق ويكون مشروعنا اعادة الهيكلة والاجراءات وحل القيود الادارية هنا ستحل كل مشاكلنا الاقتصادية