عفواً بأي حقٍ أتيت

عفواً بأي حقٍ أتيت..!!! ،،
◾️◾️عفواً .. وعذراً .. يا عالمنا الغائب الظالم …بأي وجه حقٍ أتيت.. ياعيد!!
انا اصبحت علي يقين اني لا اريد ” العيد” بنسخة هذه الايام .. اعيدوني الي اعياد طفولتي البريئة التي وان لم انذكر منها الا شيئاً واحداً فيكفيني أن أتذكر ان طفولتي لم يكن فيها حجم هذا القتل والدمار والاحتلال والتخريب وترميل النساء و ابادات جماعية ومجاعات رائحتها تملأ أنوفنا..!
بأي حقٍ اتيت باعيد …
◾️◾️عذراً .. بأي حقٍ أتيت ايها العيد.. هل اتيت لكي تخبرنا بقدومك وعلينا ان نسعد ونُحسن استقبالك .. هل علمت ايها العيد السعيد ان اليوم شهداء غزة الابرياء وصلوا الي ٣٤ الف شهيد ، وان عدد المصابين والجرحي ٧٦ الف ،، وان هناك ٢ مليون شُرّدوا وهُدّمت ديارهم واستُحليت دماءهم .. وان من بينهم ١٧ الف طفل فقدوا الوالدين .. كيف سندخل الفرحة والسرور ايها العيد خبّرنا؟ كيف ندخلها علي قلوب هؤلاء الاطفال..!! علينا ان نستقبل الاعياد بالسعادة والسرور والفرح وهذه سُنّة حميدة .. لكن .. عفوا لا استطيع .. ولا اقوي علي التماسك وكلما وقعت عيناي علي فستان لطفلة او حذاء او منظر من مناظر لعب الاطفال دخلت في صراع مع الصورة الذهنية القابعة في وجداني وضميري وضمير كل حي علي الكرة الارضية ،، لم اصدق ابداً ولا استطيع ان اصدق ان هناك شيئا يمكن ان يعوض هولاء الاطفال الابرياء باي تعويض دنيوي عن حالة اليُتم الجماعي والتشريد الذي يعيشونه !!! ،، عذراً صديقي العيد لا انت انت والا الزمان هو الزمان .. شيئاً تكسرَ بيننا .. لا عُدت حقاً اشعر في وجودك بالامان .. اذهب وعُدْ .. واخذ معك السعادة الي اشعار آخر .. وابلغ العالمين اننا في اخر الزمان .. فلا اعياد ولا افراح ولا سعادة في عالم باتت كل ادواته البلطجة والسفك والقتل والتشريد والدمار ويأكل كبيرنا صغيرنا في حضرة الكل !!!
بأي حقٍ أتيت يا عيد !!
◾️◾️يا صديقي الذي اري ملامح وجه كلها متغيرة .. خبرني ايها العيد السعيد .. لماذا شَحُبَ وجهك .. فنحن نعلم من سرق منا فرحتنا؟ .. !! لكن نريد ان نعلم من سرق منك فرحتك؟ و وجودك !!! .. أين إيران ايها العيد السعيد ؟ اين الذين مارسوا كل شعارات و ادوات الشجاعة شكلاً و دعموا كل دول الجوار للصهاينة .. من اجل ان يشعلوا وطيس نيران هذا الدمار … لا “نصر الله نافع ” ولا ” اية الله شافع” .. استخدم الكيان معهم اقصي درجات القسوة والعنف قبل اسبوع في سوريا .. وطحنهم في مفرمة للجرذان في جنوب لبنان ..و يوم العيد اغتال ابناء واحفاد صبيهم في وضح النهار… العرب والعجم والفُرس والروم .. والشرق والغرب والشمال والجنوب صامتون .. صامتون ..صمت الابل ..فهل تراك اتيت ايها العيد لتخدعنا بسعادة وفرحة لحظية حقيقية .. الي متي سنظل نحيا بمسكنات السعادة .. قلبي يعلنها لي اليوم بعد صراع مع عقلي ..قائلاً لي .. ” اذهب مع عيدك فأما انا فانا مقبوض الي موعدٍ معلوم “
بأي حق اتيت يا عيد …
◾️◾️ايها العيد الذي تجمعني معه قرابة الخمسون ربيعاً .. تراني اراك غريبا جدا غير كل السنون .. كيف افرح وانا اقف امام وجه امي التي قدمت واحدة من اكبر بطولات رأيتها في حياتي في صراعها مع المرض ومازالت تحيا بدعوات وتضرعات و برضا الرحمن تنتصر وهي تتألم .. وهي تضحك بابتسامة فاترة شكلا في صبيحة العيد امامنا كابناء وامام احفادها .. وهي تتألم داخليا لكنها تستمر في العطاء حتي في الوقت بدل الضائع الام هي ام … هي رمز العطاء والتحمّل من اجل اسعاد من حولها ولا تثقل عليهم بل تتجاوز الصعب من اجل سعادة كل من حولها.. فهل تود ان تخدعني ايها العيد لكي ابتسم وافرح واسعد معك وبك و كل هذا بداخلي .. لا انت كما كنت ولا عيون امي بفرحتها وانا ابن السادسه او السابعه من عمري وهي توقظني لكي ارتدي اجمل ثياب للعيد اعددته لي لصبيحة العيد فالصورة مختلفة في عقلي وذاكرتي تمام الاختلاف … عيدي في طفولتي لم يكن فيه كل هذا الازدحام السكاني والاكتظاظ والضوضاء والصريخ وغلاء الاسعار وانتشار الامراض والبحث عن الدواء والشفاء هي الكلمات التي تتردد علي مسامعك في كل صوب.. هل اتيت لتخبرنا بوجودك في ظل التغييرات المناخية وحالة البسترة التي نعيشها صباحا ومساء وكل ٦ ساعات !! … صديقي العيد اجبني بمنتهي الصراحة !!! بأي حقٍ اتيت والصغير قبل الكبير والغني قبل الفقير يشتكي لهيب الاسعار وضيق العيش !! .. صديقي العيد اهلاً !! وسهلاً!!! اجبني بصراحة وانا سوف استقبلك باخلاق وكرم حاتم الطائي علي وعدٍ بغدٍ جديد وايام جديدة .. ولعلك تحاول ان تعود لنا بنسخة تعيد لنا ذاكرة السعادة ولو قليلا…،،