شابّوه المملكة

اتابع عن كثب وبإهتمام شديد وبمنتهى الدقة التحوّل ومراحل التطوّر الاستراتيجي والسياسي والإقتصادي للمملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز و سمو وليّ العهد محمد بن سلمان ، وتحديداً الفترة الزمنية التي بدأت منذ يونيو ٢٠١٧ حتى هذا الحين.
▪️▪️لا يستطيع أحداً أن يُنكر حجم الانجاز العظيم والنقلة النوعية التي خلّقت طفرة في مجالات كثيرة وفي وقت لا يتعدى ٧ سنوات ونصف هم عمر القيادة الفعلية للأمير محمد بن سلمان وكتيبة الوزراء والمسؤولين الحكوميين ، الامر الذي عكس نتائج متميزة ايجابية في عديد من الملفات السياسية والاقتصادية وكذلك الدور السياسي الريادي في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية ، واحرزت المملكة تقدماً غير مسبوق في الحياد السياسي الاستراتيجي في السياسة الدولية واصبحت توظف وتستخدم الاوراق المتاحة و صقلها الاقتصادي في مجموعة العشرين وعدد كثير وكبير من الأوراق محققةً توظيفاً أمثل والوصول لوزن نسبي دولي جديد في كل المجالات بشكل غير مسبوق ، افرز وانتج الان حقيقة وهي ان الرياض اصبحت عاصمة تجذب الأسماع والأبصار كل ضحية وعشاها ، استضافت قمم سعودية – صينية ، وقمم سعودية – عربية ، وقمم سعودية – امريكية ، وقمم سعودية – افريقية ، استضافت قمم لدول العالم الاسلامي بقوة ، و وقفت في عدد كبير من الملفات ومنها قضية اسرائيل وفلسطين واهل غزة موقف الحكمة ،،حتي استضافت المملكة في اسبوع واحد في فبراير الجاري ، قمة غير رسمية مصغرة لاهم خمس دول عربية مؤثرة في هذة القضية الأزلية، وجمعت وزراء خارجية روسيا وامريكا في لقاء هام تمهيداً للقاء الكبير المنتظر لرؤساء قطبي العالم ، الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا والرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية وكلاهما يمثل معسكر كبير من القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية ويلتقيا بعد احتقان شديد وتوتر دام سنوات في رحلة ميلاد العالم الجديد المتعدد الاقطاب.
▪️▪️تعالوا في هذا المقال نتوقف عند محطات هامة وخطوات تنفيذية واجراءات استحقاقيه واتصالات دبلوماسية وسط انضباط مجتمعي اداري واعلامي حدث في المملكة ودعونا ايضاً نتوقف عند محطات
و ومضات خاصة كانت وراء هذا التحوّل والتطوّر السريع المتقن الايجابي ،،
لقد كانت بداية ولي العهد هي بداية اعلان واضح للقضاء علي الفساد دون رحمة وقطع رأس وجذور الفساد معاً وارقام واعداد واسماء وقوائم طويلة تم مواجهتها مواجهة حاسمة وهي مواجهات ٢٠١٧ الشهيرة والتي استهدفت عودة الثروات للملكية العامة واودعت صندوق الاستثمارات العامة لتوظيفها لصالح الشعب ، وبهذا قطع رأس الرأسمالية ” المتوحشة” فهذّبها وأحسن التهذيب، وارسل رسالة “لادني مستوي وظيفي في الحكومة والقطاع الخاص ان القلم الرصاص ملك الدولة اذا سُرق فلن تنجو من العقاب واسس هيئة للفساد ولم يحمل خجلاً امام الاعلان الرسمي عن قضايا الفساد فانتفض الشعب خلفه لانهم شعروا انه جاء بالفعل لتحقيق عدالة المال العام واسس نقاط للانطلاق من قواعد قوية لا تتزعزع ،، علّق الفأس في رقبة السلفية الوهابية وكسّر قواعدها وغيّر قواعد اللعبة السياسية في المنطقة والتي اعتمد فيها جدوده وغيرهم علي الاستعانة برجال الدين لتقوية قواعد عرش الحكم، و حرص على اجراء كل ما يمكن فعله من اجل الحفاظ علي مدخرات السعوديين في الداخل سواء عبر توفير اساليب وطرق ولوائح استثمارية وادارية تشجع الاستثمار المحلي و عبر الترفيه و وسائل الترفيه من رياضة وفن حتى يتم ضخ فوائض المدخرات العائلية داخل الاقتصاد السعودي ،، لم يتوقف قطار بن سلمان الذي كان يتعلم القيادة السياسية بثبات ويصحح الاوضاع ويستفيد من المواقف يوماً بعد يوم وبسرعة شديدة ، منع نفسه من الظهور الاعلامي المتكرّر وارتكز على لقاء او اثنين فقط مدة اللقاء خمسة واربعون دقيقة ،حتى يرسخ رسالة لكافة الدوائر ان العمل والميدان اهم “والميدان بحميدان” كما ينطق المثل السعودي. !! لقد كان فكر الاستعانة بالكوادر الشابة السعودية التي تعلّمت في شتى بقاع الارض احسن تعليم والتي انفقت عليهم المملكة تريليونات الدولارات في آخر ثلاثين عاما،، فضخ دماءًا جديدة و وظّف واستعان بظهير شبابي مثقف دولي ساهم في فكر وايدولوجيات جديدة كان لها البصمة في تسويق المملكة ، ،اجتذب عيون الرياضيين ومتابعي كرة القدم ونجوم الفن اصبحوا جميعا يعرفون الخريطة السعودية جيداً وباتت المملكة قبلة وطريق ومقصد لكل هؤلاء ، حتي لغة الاستثمار باتت توظّف وتخرج للاعلام الدولي بشكل يحقق ويعكس القوة السعودية وامكانية الترسيخ والاستفادة من ذلك.
▪️▪️كل هذه الملفات بجانب الاصلاح الداخلي والهيكلي والحوكمة والشفافية والحكومة الالكترونية والتعليم والصحة العامة والاقتصاد غير الرسمي والدفع الالكتروني والشمول المالي كلها ملفات انجزت المملكة العربية السعودية اكثر من ٩٠٪؜ منها متفوقة عن دول وبلدان كثيرة في المنطقة.
بامكاني القول ، مما لايدع مجالاً للشك اننا امام نهضة حقيقية ونموذج ومارد ريادي كبير وقدير يقود ويحرك عدد كبير من الملفات باقتدار وسط دبلوماسية استطاعت ان تُعيد العلاقات السعودية الروسية عام ٢٠١٧ بعد فتور ٨ سنوات ، وان تُحدث توازن مع الجانب الامريكي وتُسيل لعاب الاتحاد الاوروبي وتحديدا فرنساً ، وتخفف الضغط والضغوط المنبثقة من الملف الايراني السعودي ببدء العمل والتمثيل الدبلوماسي وفك الجليد وجبال الثلوج السياسية في قضايا الخلط العقائدي،، كل ماسبق ودور المرأة السعودية التي وُلِدَت من جديد في هذا العهد لتقود السيارة وتعمل بفرص متساوية في كل المجالات محققة مستويات كفاءة تخطت ال٩٥٪؜ عن اي مرأة في المنطقة لانها جاءت بفكرة اعطاء الفرصة بعد حرمان السنوات الطويلة.
،،البناء وتوزيع الاحداث التسويقية والفاعليات والانشطة والتنمية والصادرات والصناعة والاستثمار المتنوع،، فهنا كان “نيوم ” وهناك كانت
” العُلا” حيث الحفلات وبرامج الترفيه والغوص والغطس في “ينبع”، سياحة واستثمار عقاري وتحوّل كبير باهداف ثابتة وانجاز حقيقي في الموازنة التي كانت تعتمد في باب الايراد علي موازنه نفطية بنسبة ٩٠٪؜ الان تحولت الي ٦٠٪؜ نفطية وفي طريقها وفق رؤية المملكة للانخفاض لاكثر من ذلك بكثير، في اشارة للاعتدال و الابتعاد عن موازنة النفط الرئيسية ،، حقيقة “شابّوه للمملكة” وشكرا بحب للاشقاء الذين يعملون بجد لصناعة تاريخ جديد.